الفرق بين القتل تعزيرا والقصاص

الفرق بين القتل تعزيرا والقصاص، حرم الله سبحانه وتعالى قتل النفس متعمدا كان ام خطأ لأنه فيه إراقة دم إنسانية مسلمة تعبد الله وتتقيه، ان في قتل النفس البشرية انتهاك لحرمات الله، لقوله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما}، ان كل تلك العقوبات لاحقة بشخص قتل نفس، ولكن الله قد أوجب قتل النفس في عدة حالات، فما هي تلك الحالات التي تجيز قتل النفس؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثَّيِّبُ الزاني، والنفسُ بالنفس، والتاركُ لدينه المفارقُ للجماعة». حيث أباح الله قتل النفس في تلك الحالات الثلاث فقط.
الفرق بين القتل تعزيرا والقصاص
ان القصاص والتعزير من المبيحات التي أباحها الله في الإسلام لقتل النفس، أتى في الحديث الورد عن النبي في حديث حالات جواز قتل المسلم أنه قال والنفسُ بالنفس، والتاركُ لدينه المفارقُ للجماعة، النفس بالنفس بالنفس أي تنفيذ القصاص، والتارك لدينه جماعته تنفيذ التعزير، وفيما يلي الفرق بينهم:
- ان القصاص هو المعاقبة بالمثل، ألا وهو قتل القاتل، فمن قتل مسلم وجب تنفيذ حكم القصاص عليه وقتله.
- بينما التعزير حكم يطلقه القاضي على المرء كثير المشاكل واثارة الفتن، وانتهاك لحرمات الله ويكون في جريمة ليس لها كفارة كترك الصلاة أو الفطار بلا عذر شرعي، ويوجب أيضا اذا كان في جريمة فيها إعتداءاً على حقوق الناس كأكل الربا، والميسر، وما شابه ذلك من الجرائم التي ليس لها كفارة.
حالات القتل بالتعزير
ان العقوبات التي يوقعها القاضي في حالات التعزير غير ثابتة وذلك على عكس عقوبات الحدود، فان للحد حكم ثابت لا يتغير كحد الزاني فهو 100 جلدة، وحد السارق قطع اليد، وحد الزاني المتزوج الرجم حتى الموت، بينما حكم التعزير يكون بما يراه القاضي مناسبا، وفيما يلي الحالات التي أباحها الإسلام للقتل تعزيرا:
- الجاني الذي تتكرت عليه الفاحشة، وقاموا بردعه ولم يرتدع بل تمادى في فحشه، فهذا أوجب الإسلام عليه القتل ويسمى قتلا تعزيرا.
- القتل بالتعزير يكون للجواسيس، الذي خانوا أوطانهم لمصلحة العدو، فقد أباح الإسلام قتله.
- يطبق حكم القتل التعزيري على الذين يفرقون ويفسدون بين المسلمين فيعمدوا على اثارة الفتنة والمشاكل والبغضاء بينهم.
- وممن أباح الإسلام قتلهم بالتعزير أيضا هم الذي يدعون لغير الله.
- وأخيرا أجار الإسلام قتل كثير الافساد الذي لا ينقطع الشر منه سوى بقتله.

اقرأ المزيد ….. عقوبة الشروع في القتل في القانون السعودي
ما هي شروط القصاص
ان تنفيذ حكم القصاص على القاتل أمر لا بد منه والحمة من ذلك هي شفاء صدور أهل القتيل، وأيضا فيها ردع لمرتكبي تلك الجرائم والحد من انتشارها، ولتنفيذ حكم القصاص يتطلب عدة أمور يجب أن تتوافر جميها وان أخلت بواحدة فلا قصاص، وتلك الشروط هي:
- أن يكون المقتول معصوم وخلوه من الحالات التي أباحها الإسلام للقتل، فلا يكون المقتول زانيا ولا قاتلا لنفس ولا ممن توجب عليهم القتل بالتعزيز، حيث أنه لا يجب القصاص ولا دية ولا كفارة على مرتد ما لم يتوب او على المقتول حربيا.
- أن يكون الجاني مسلم بالغ عاقل، وزائل عنه كل عذر يذهب العقل، كالنوم مثلا أو المغمى عليه، فان كان في حالة ليس بوعيه وكامل ارادته لا يوجب عليه القصاص.
- أن يكون المقتول مكافئ للقاتل في الدين والحرية فيكونا على نفس دين الإسلام كما انهم أحرار كلاهما أم عبيد كلاهما، حيث يقتل الحر بالحر والعبد بالعبد والمسلم بالمسلم والذمي بالذمي فلو قتل المسلم كافر فلا قصاص على المسلم، وان قتل الحر عبدا فلا قصاص أيضا على الحر.
- لا قصاص لمن قتل مقتولا وهو من ذريته فلا يتقل والد سواء كان أب وان علا من الأجداد أو نزل من الأحفاد ولا يكون أما كذلك وان علا أم وان نزل من البنين أو البنات على حد سواء الا أن يعفو أصحاب الدم.
- أن يكون القتل متعمدا مع سبق الإصرار والترصد له، والا فان لم يكن عمدا فهنا تحول المسألة الى دفع ديه أو كفارة لأهل المقتول.
- القصاص يجب تنفيذه في حالة طلب أهل المقتول بقتل قاتل ابنهم وتنفيذ حكم القصاص
- عليه، فان عفوا عنه فلا قصاص ولا يجوز أن ينفذ الحاكم القصاص غصبا.
ومن خلال ما قد سبق ذكره يتضح بأن الفرق بين القتل بالقصاص القتل التعزيري، هو أن قتل القصاص أي قتل القاتل، بينما قتل العزير فهذا يختص بولي الأمر فيوقع العقوبة على من يراه مستحقا لذلك من كثرة افساده وتهيمنه ولم يرتدع، ليكف من شره.